السبت، 25 مارس 2017

كتاب كيـف نصنع المستقبل ( روجية جارودى )



 نظرة فلسفية يلقى الكاتب من خلالها الضوء على الحضارة الغربية الحديثة وسلبياتها الكامنة فى جسد العالم العربى،
 فهو يقدم كشف حساب عسير لهذه الحضارة مبرزاً كافة جوانب الثقافة الغربية وسلبياتها التى أبرزت العنصرية وأكدت على فكرة استبعاد الآخر،
 ويصور التحولات الاقتصادية والسياسية والتعليمية التى لابد وأن تحدث كى تمكن العرب من بناء الوحدة الإنسانية ،
 الكتاب كما هي كتب روجيه جارودي يحاول بشدة فضح النظام العالمي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة و يكشف عن العجز الذي سيلحق بالبشرية في حال استمر الوضع على ما هو عليه،
 ولكنه هنا يحاول تقديم مبادئ أساسية للتخلص من هذه الهيمنة على أربعة محاور 






تحميل وقراءة الكتاب كاملا من 



إن الحاجة لبناء المستقبل الذي يكون أفضل من الماضي وأفضل من الحاضر هو حاجة ضرورية،
 لان الإنسان يتطلع دوما وأبدا إلى المستقبل الأمر الذي دفع الإنسان إلى استقراء المستقبل وصناعته على وفق ما يريد،
 ولا يحدث العكس أي المستقبل هو الذي يصنع الإنسان لان الإنسان كائن فريد من نوعه يملك خصائص لا تمتلكها الكائنات الأخرى،
 وبذلك وظفت العلوم الطبيعية والفلسفية لخدمة الأغراض الإنسانية بشكل عام وأغراض السياسة وحماية النخب ونظام الدولة بشكل خاص.

 وكان علم المستقبل احد تلك الفروع التي طالها التوظيف السياسي لشدة حساسيته، وعلاقته بأغراض الصراع والعمل العسكري والسيطرة على الشعوب الفقيرة
 ففي الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أكثر الدول اهتماما بهذا العلم،
 نجد سنة 1970 إن عدد الهيئات الأمريكية الأساسية المتخصصة بالدراسات المستقبلية قد بلغ (386) هيئة ولم تقتصر هذه العناية الأمريكية بعلم المستقبل على ميدان واحد من ميادين المعرفة،
 بل شملت جميع العلوم الأخرى،
 كالسياسة والاجتماع والاقتصاد والإدارة     الخ،
 وقد سخرت قواها التكنولوجية والبشرية والمخابراتية لدعم هذا الاختصاص،
 إن هذا الانهماك المتزايد بالدراسات يكشف حجم المحاولات الرامية إلى استعمار المستقبل والانتقال من استعمار الأرض إلى استعمار الزمن،
وهذا ما روج له العديد من الباحثين الأمريكان في كتاباتهم المستقبلية أمثال صاموين هانتنغون في كتابه صدام الحضارات،
 وفرانسيس فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير.

من خلال ما تقدم يتبين لنا أن هناك توظيف سياسي للمستقبل لكن هذا التوظيف لا يتم على أساس تأملات أو تخيلات
 وإنما ينشـأ علـى أساس واقع موجود،
 هذا الواقع محكوم بمجموعة من القيود أهمها

1- قيود طبيعية
 متمثلة بحجم الموارد المتاحة للمجتمع.

2- قيود اجتماعية
 متمثلة بالبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية السائدة في ذلك المجتمع

3-  قيود داخلية
وهناك قيود خارجية وافدة على المجتمع
 نتيجة علاقاته المتعددة مع مجتمعات أخرى

4- هناك قيود يتعذر تجاوزها في المستقبل المنظور
 والبعض الأخر من خلال الدراسة من الممكن التوصل إلى تجاوزها

5- قيود متعلقة بصانع القرار الذي اتخذه باسم الشعب والمصالح
 التي يمثلها ودرجة وعيه بها ونتائج قراراته المتشابكة
وأثرها على المدى البعيد على الداخل والخارج

كل هذه الاعتبارات توضح إن الوعي بقضية المستقبل لم يعد من أمر الغيب التي ينفرد بها الكهان،
 بل أصبح المستقبل يدرج في عداد المباحث العلمية القابلة للتنسيق والتعليل الذين يتصف بها سائر العلوم الأخرى

ومن الشروط اللازمة لبناء المستقبل 

1- الاستعداد للمستقبل يتوقف على القناعة لدى الإنسان في التخطيط للمستقبل بصورة مباشرة أو غير مباشرة،
 وإن البشر نوعان نوع يرى أن المستقبل مرسوم ومكتوب والإنسان يسير دون تحكم من قبله بالمستقبل
 والنوع الثاني من البشر يرى انه من الممكن التحكم به على وفق مما يرى الإنسان،
 وان هذا الأمر يتوقف على حضارية الإنسان في رؤيته للحياة والثقافة والفكر الذي يمتلكه

2- لا يمكن لأي عمل مستقبلي أن ينمو ويتطور وسط الاضطراب وعدم الاستقرار
 لان الاضطراب وعدم الاستقرار يمثل عامل شلل للخطط المستقبلية،
 لذلك العمل من اجل المستقبل يتطلب مؤسسات مستقرة تؤمن في الوقت ذاته قيادة حازمة والقبول الديمقراطي للرأي،
 وعلى هذه المؤسسات أن تسعى لتعليم الجماهير الأمر الذي يخلق نخبة حقيقية مؤمنة بذلك وهذه مسالة ضخمة وحاسمة في النهاية

4- بناء المستقبل يتطلب اختيار الوسائل الملائمة التي ينبغي اتخاذها في كل مرحلة لتحقيق الأهداف النهائية ولتجنب الاحتمالات
 التي يخشى الوقوع بها وهذا الأمر يستند على كمية المعلومات المتوفرة،
لذلك عند بناء المستقبل لابد من توفير قاعدة عريضة من المعلومات المتراكمة حول البيئة الداخلية والخارجية والماضي والحاضر وتحليلها تحليلا علميا دقيقا وفي ضوء ذلك وضع خطة عامة للمستقبل

5- يجب على المتخصصين في صناعة المستقبل
 أن يكونوا على درجة عالية من التعقل والحكمة وبعد الرؤية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب مستقبل التعليم العالى

" مستقبل التعليم العالي " يعتبر هذا الكتاب  دليلاً مفيداً لطلبة التعليم العالي في هذه القضايا الهامة والراهنة ،  فنحن ال...