الأربعاء، 22 مارس 2017

كتاب اللغة والأسطورة ل (أرنست كاسيرر)

يسعى أرنست كاسيرر عبر كتابه "اللغة والأسطورة" إلى تحليل العلاقة بينهما،
 موضحاً أن اللغة بوصفها أداة الإنسان الأولى للعقل،
 تعكس الميل إلى صنع الأسطورة أكثر منه إلى العقلنة والتفكير المنطقي.






يمكنك تحميل وقراءة الكتاب كاملا من 
هنا ...


يسعى أرنست كاسيرر عبر كتابه "اللغة والأسطورة" إلى تحليل العلاقة بينهما،
 موضحاً أن اللغة بوصفها أداة الإنسان الأولى للعقل،
 تعكس الميل إلى صنع الأسطورة أكثر منه إلى العقلنة والتفكير المنطقي.

 ويشير في ذات الوقت إلى أن اللغة التي هي ترميز للفكر،
 تعرض نمطين مختلفين تماماً من الفكر، 
الذي هو في كلتا الحالتين فكر قوي وإبداعي.

اللغة عند أرنست كاسيرر في كتابه "اللغة والأسطورة" تعبر عن نفس في شكلين مختلفين،
 أحدهما المنطق الاستدلالي الاستطرادي،
 والآخر الخيال الإبداعي.

 ويبدأ الذكاء الإنساني مع التصور،
 الذي يمكن اعتباره الفاعلية العقلية الأولى،
وتبلغ عملية التصور دائماً أوجها في التعبير الرمزي لأن التصور لا يثبت ولا يحتفظ به إلا حين يتجسد في رمز،
 بمعنى آخر يوضح كاسيرر أن دراسة الأشكال الرمزية تقدم مفتاحاً لأشكال التصور الإنساني،
 وعلى ذلك فإن تكوين الأشكال الرمزية،
 سواء أكانت لفظية أو دينية أو فنية أو رياضية،
 أو أي نمط من أنماط التعبير،
هو ملحمة العقل.

 وتشير أغلب الدلائل إلى أن أقدم هذه الأنماط على ما يبدو تتمثل في اللغة والأسطورة، وكلاهما يعود إلى عصر ما قبل التاريخ،
 ولذا لا يمكن التحقق من عمر أي منهما،
وإن كانت هناك أسباباً كثيرة لدى كاسيرر تدعوه لأن يعتقد أن كلاً من اللغة الأسطورية توأمين.


حيث عبر صفحات كتاب "اللغة والأسطورة" يعمد كاسيرر إلى إبراز أهمية اللغة في تكوين الأساطير،
مع حرصه على تبيان ارتقاء الأفكار الدينية على نحو يماثل تشكيل الأساطير اللغوية، منبهاً إلى ما سماه بـ "سحر اللغة"أو مبدأ الكلمة،
 أي التطابق بين الدال والمدلول،
 والكلمة والشيء في الاستعمال الأسطوري والشعر في اللغة،
 معتبراً أن التماهي الجوهري بين الكلمة وما تدل عليه يتضح بجلاء إذا ما نظرنا له من زاوية ذاتية،
 لا من النطق الموضوعي
 ففي الفكر الأسطوري،
 حالما يتم النطق باسم الشيء يكون الشيء قد حضر بلحمه ودمه.

وحين بحث كاسيرر الأطوار المتعاقبة للفكر الديني،
 وجد أن هذه الأطوار تستهدي باللغة وتتبع خطاها.

 ثم يخلص من ذلك إلى القول بأن العمق الروحي للغة وقوتها يبدو جلياً في حقيقة أن الكلام نفسه هو الذي يمهد الطريق للخطوة الأخيرة التي يسمو بها هو نفسه.

ويتمثل هذا الإنجاز الأصعب والأخص عن طريق مفهومين أساسيين قائمين على اللغة، وهما مفهوم الوجود ومفهوم الذات.

ويبدو أن كلاً من هذين المفهومين ينتمي،
 في دلالته الكاملة إلى تطور متأخر نسبياً للغة،
 إذ أنهما يكشفان من خلال أشكالهما النحوية،
 عن آثار المصاعب التي واجهها التعبير اللفظي بسبب هذه المفاهيم،
 ولم يستطع السيطرة عليها إلا بدرجات بطيئة.




محاورة "فايدروس"

يتضح أن كاسيرر لا يريد إيلاء اللغة الأولوية على الأسطورة،
 أو الأسطورة على اللغة،
 بل يريد تجاوز هذا السؤال الزائف بغية التوصل إلى الآليات الضمنية لكلتيهما،
 وهذا يتكشف في نقده النظريات التي تعتبر الأسطورة أساس اللغة،
 وكذلك النظريات التي ترى اللغة أساس الأسطورة.

ويدلف إلى استعراض مكانة اللغة والأسطورة في نموذج الثقافة الإنسانية مستلهماً المحاورة الأفلاطونية   فايدروس   حيث يبين كيف استطاع فايدروس أن يستدرج سقراط لدى مقابلته،
 خلف بوابات المدينة على ضفاف إيليوس.

ولقد صور أفلاطون إطار هذا المشهد بالتفصيل الجميل،
 وأضفى عليه بهاء ورونقاً لا نظير لهما تقريباً في الأوصاف الكلاسيكية للطبيعة.

ومن خلال تتبع تفاصيل المحاورة التي دارت بين سقراط وفايدروس يخلص كاسيرر إلى وجود نوع من تأويل الأسطورة أحرز فيه سفسطائيو ذلك الزمن وخطابيوه شهرة عالمية باعتباره ثمرة التعليم المهذب وذروة الروح الحضرية.

 ثم يتحدث عن رؤية بعض الفلاسفة الذين عمدوا إلى تحليل التبجيل الأسطوري  الديني للظواهر الطبيعية،
 كما هي حال الشمس والقمر على سبيل المثال،
 لا يكمن أصله النهائي إلا في سوء تأويل الأسماء التي استعملت لهذه الموضوعات،
 ومن أشهر هؤلاء الفلاسفة هربرت سبنسر.



"الظل المعتم "

يتعرض كاسيرر أيضاً إلى نظرية ماكس مولر الذي ارتأى أن الأسطورة مجرد الظل المعتم الذي تلقيه اللغة على الفكر،
 ويستخرج من ذلك لغزاً يكمن في وجوب ظهور هذا الظل دائماً في هالة نوره الخاص، وانطوائه على عنفوان وفاعلية إيجابية خاصة به،
 تميل إلى طمس ما يسمى، في العادة،
 بواقعية الأشياء المباشرة،
 وهكذا تشحب ثروة الخبرة التجريبية الحسية أمامه وتتضاءل.

 وبالخروج من دائرة هذه النظريات يعود كاسيرر إلى التأكيد أن التجربة البدائية نفسها مشبعة بخيال الأسطورة ومشحونة بأجوائها.

 والإنسان لا يعيش مع موضوعاته إلا بقدر ما يعيش في هذه الأشكال،
 فهو يكشف الواقع أمام نفسه،
 ويكشف نفسه أمام الواقع، بحيث يدع نفسه والبيئة يدخلان في هذا الوسط المرن،
 الذي لا يحتك فيه الطرفان فحسب،
 بل ينصهران بعضهما ببعض. وفي فصل بعنوان ارتقاء الأفكار الدينية يدعو كاسيرر إلى أن نلم بالوقائع المنفصلة التي قامت دراسات أوسنر في تاريخ اللغة والدين لتسليط الضوء عليها،
 بغية إيجاد أساس ملموس لتأويلاته وأبنيته النظرية.



 " آلهة مؤقتة "

يوضح كاسيرر أن أوسنر قام بمتابعة ارتقاء المفاهيم اللاهوتية عبر متابعة أسماء الآلهة وألقابها،
 فكانت هناك ثلاث أطوار رئيسية،
 الطور الأول ويرتبط بإيجاد آلهة مؤقتة يلجأ إليا الإنسان في حالات الشعور بالخطر والخوف،
 وعند مستوى أعلى قليلاً من هذه القوى الإلهية المؤقتة،
 التي تأتي وتذهب وتظهر وتختفي مثل الانفعالات الذاتية التي تنشأ عنها،
 حيث نجد سلسلة جديدة من الآلهة تنشأ عن الفاعليات المنظمة والموصولة للإنسانية، يسميها أوسنر الآلهة الخاصة والتي تطورت تطوراً واسعاً ومتنوعاً في الديانة الرومانية، وكان لكل ممارسة تؤدي راعيها،
على سبيل المثال أفعال البذار، الحرث، إزالة الأحراش،
 ما من عمل من هذه الأعمال يمكن له أن يفلح ما لم يكن ألهه الراعي قد استدعى على نحو مكرر وباسمه الصحيح.



تحميل الكتاب كامل وقرأتة من 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب مستقبل التعليم العالى

" مستقبل التعليم العالي " يعتبر هذا الكتاب  دليلاً مفيداً لطلبة التعليم العالي في هذه القضايا الهامة والراهنة ،  فنحن ال...