السبت، 8 أبريل 2017

كتاب ظل الريح


ننشر هنا مقاطع من الرواية الأسبانية الأهم في السنوات الأخيرة وهي
 ظل الريح
 للكاتب كارلوس رويث ثافون
بالإضافة عن حوار مع الكاتب يعتبر كارلوس رويث ثافون،
 الآن أكثر الكُتاب الإسبان المقروئين في العالم،
 وهو النجاح الذي حققه من خلال الانتشار شفهياً
 فبعد حصوله علي جائزة في أدب المراهقين انتقل للدخول في أدب الكبار،
 حيث المنافسة الشديدة والطريق الممتليء بالأشواك  حقق ثافون في رواياته الثلاث
"ظل الريح" "لعبة الملاك" "سجين السماء"
 نجاحاً جماهيرياً لافتاً،
 وأصبح بذلك ظاهرة في عالم الكتاب. 






لتحميل وقراءة الكتاب 
pdf 
من هذا الرابط 


ظل الريح
هذه الرواية يعتبرها النقاد أهم رواية إسبانية صدرت في السنوات الأخيرة،
 وصفتها صحيفة ديلي تليجراف بأنها:
" تحفة أدبية شعبية وعمل كلاسيكي معاصر".
 أما صنداي تايمز فكتبت أنها:
 "إحدي الروايات التي تموج بحبكة مبهرة ممزوجة بكتابة رفيعة".

 ورغم انها ترجمت إلي 40 لغة فقد ظلت العربية واحدة من اللغات التي لم تعرف شيئا عنها وعن كاتبها الإسباني كارلوس رويث ثافون المولود 25 سبتمبر عام 1964 في مدينه برشلونة تعلم في مدارس الجيزويت

ثم تخصص في نظم المعلومات وعمل في مجال الدعاية في برشلونة ولكنه سرعان ما ترك هذا المجال كي يتفرغ للأدب. كانت أمه ربة منزل وليس لديها أية اهتمامات أدبية بعكس والده الذي كان يعمل كمندوب تأمينات ويعشق القراءة.

أولي رواياته ( أمير الضباب ) عام 1993 فازت بجائزة أدبية
ولأنه عاشق للسينما و لمدينة لوس أنجلوس فقد استغل قيمة الجائزة في السفر إلي أمريكا حيث مكث هناك بعض الوقت محاولا كتابة بعض السيناريوهات دون أن ينسي عشقه 

الأول: الرواية.
نشر قبل ذلك ثلاث روايات للمراهقين :
"قصر منتصف الليل" "أضواء سبتمبر" "مارينا".
 لكن تظل رواية ( ظل الريح ) هي أفضل أعماله وهي التي وضعته إلي جانب أكبر الأدباء الإسبان و الأمريكيين اللاتينيين شهرة .
 قامت دار نشر ( بلانيتا) في عام 2001 بنشرها ،
 وسرعان ما تحولت الرواية إلي ظاهرة أدبية عالمية ووصل عدد النسخ التي بيعت منها حتي الآن إلي 15 مليون نسخة
 وكذلك تم تصنيفها من قبل لجنة مكونه من 81 كاتبا إسبانيا ولاتيني علي أنها واحدة من أفضل 100 كتاب بالإسبانية في ال 25 سنة الأخيرة.

نشر في 2008 لعبة الملاك وفي عام 2011 (سجين السماء)
وهذه الروايات الثلاث( ظل الريح ، لعبة الملاك  ، سجين السماء)
 تقع ضمن رباعية كان ثافون قد انتوي كتابتها تكريما لمدينته برشلونة التي يعشقها
 و يبدو ذلك واضحا جدا في الاحتفاء بالشوارع والميادين الشهيرة بها مثل ميدان
 ( لا رامبلا)
 مقبرة الكتب المنسية

مازلت أذكر الفجر الذي أخذني فيه أبي لأول مرة لزيارة مقبرة الكتب المنسية
 كانت الأيام الأولي في صيف 1945 وكنا نسير في شوارع برشلونة المحاصرة تحت سماوات مغبرة وشمس من البخار تنسكب علي لا رامبلا دي سانتا مونيكا في شكل إكليل من النحاس السائل

دانييل
 لا يمكن أن تحكي ما ستراه اليوم لأحد حذرني أبي ولا حتي لصديقك توماس
 ولا لأي مخلوق.

- ولا حتي لأمي؟ - سألتُ.
تنهد أبي الذي كانت تعلو وجهه ابتسامته الحزينة تصاحبه كالظل طوال حياته
 بالطبع - أجاب مكتئبا-.
 نحن لا نخفي عليها شيئاً. يمكن أن تحكي لها كل شيء.

ماتت أمي بالكوليرا بعد الحرب الأهلية بقليل.
 دفناها في مونتويك يوم عيد ميلادي الرابع
 ما من شيء أتذكره إلا مطر السماء طوال النهار والليل،
 وعندما سألت أبي هل تبكي السماء اختفي صوته ولم يستطع الرد
 بعد مرور ست سنوات كان موت أمي بالنسبة لي لا يزال سراباً ،
 صمتاً يصرخ ولم أكن قد تعلمت أن أسكته بالكلمات بعد.

 كنا نعيش أنا وأبي في شقة صغيرة في شارع سانتا آنا بالقرب من ميدان الكنيسة وكانت الشقة تقع بالضبط فوق المكتبة المتخصصة في الطبعات المجمعة والكتب القديمة والموروثة من جدي كانت عبارة عن بازار جميل يثق أبي أنه في يوم من الأيام سيؤول إليّ.
 تربيت بين الكتب متخذاً أصدقاء غير مرئيين من بين صفحات مكسيةً بغبار لا تزال يداي تحتفظان برائحته.

 تعلمتُ وأنا طفل أن أنام وأنا أحكي لأمي في ظلام غرفتي أحداث اليوم وأحوالي في المدرسة وما تعلمته في ذلك اليوم

لم أكن أتمكن من سماع صوتها أو أشعر بملمسها،
 ولكن كان نورها ودفئها يملآن كل ركن في ذلك المنزل 
و كنت أنا ببراءة من لايزالون يستطيعون عد أعمارهم علي أصابع أيديهم 
 أعتقد أني لو كلمتها وأنا مغمض العينين 
 يمكنها أن تسمعني أينما كنت
أحيانا كان أبي يسمعني من غرفة الطعام و يبكي في الخفاء

أتذكر ذلك الفجر من شهر يونيه الذي استيقظت فيه وأنا أصرخ
 كانت نبضات قلبي تتسارع في صدري كما لو كانت روحي تريد أن تخرج وتنزل السلالم مهرولة
 جاء أبي مفزوعا إلي حجرتي واحتضنني بين ذراعيه محاولا تهدئتي
لا يمكنني تذكر وجهها لا يمكنني تذكر وجه أمي همست لاهثاً
احتضنني أبي بقوة
لا تقلق يا دانييل سوف أتذكر لكلينا

كنا نتبادل النظر في الظلام بحثاً عن كلمات غائبة
 كانت تلك هي المرة الأولي التي أدركت فيها أن والدي أصابته الشيخوخة وأن عينيه الذابلتين والغائمتين،
 كانتا دائما تنظران للخلف انحني وفتح الستائر كي يفسح المجال لدخول ضوء الفجر البازغ

هيا يا دانييل ارتد ملابسك.
أريد أن أريك شيئا ما قال-.
الآن؟ في الخامسة صباحا؟

ثمة أشياء لا يمكن أن تري إلا في الظلام أومأ أبي ملوحاً بابتسامة غامضة،
 وربما كان قد استعارها من إليكسندر دوماس.

كانت الشوارع لا تزال ترزح بين الضباب والندي عندما خرجنا إلي البوابة
 كانت أعمدة الإنارة في المتنزهات ترسم طريقاً من البخار
تومض في الوقت الذي كانت فيه المدينة تمتد وتتخلص من قناعها ذي الألوان المائية  عند الوصول إلي شارع أركو دل التياترو
 خاطرنا بالسير في شارع رابال تحت الرواق الذي يظهر قبة من الضباب الأزرق
 كنت أتبع والدي خلال ذلك الطريق الضيق والذي يبدو كجرح أكثر منه شارعاً
 حتي اختفي ضوء لا رامبلا وراءنا.


لقراءة الكتاب كاملا من هذا الرابط 
من هنــا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب مستقبل التعليم العالى

" مستقبل التعليم العالي " يعتبر هذا الكتاب  دليلاً مفيداً لطلبة التعليم العالي في هذه القضايا الهامة والراهنة ،  فنحن ال...