الجمعة، 7 أبريل 2017

كتاب الصياد الماهر


عم صابر رجل في الخامسة والستين من عمره،
 كان يهوى الصيد منذ شبابه،
 ويأتي هنا قرب البحيرة في قريته الصغيرة التي تقَع في مدينة الفيوم،
 والتي نشأ فيها ليمارس هوايته في صيد السمك.





لقراءة وتحميل الكتاب كاملا 
من هذا الرابط 


لقد وجد وسط الطبيعة الخلابة التي تحيط بالبحيرة،
 مع قلة الناس والضوضاء،
 خصوصًا بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس متنفسًا يَشعر فيه بالسكينة وصفاء النفس،
وصنع له مكانًا خاصا ليكون مريحًا له في خلوته وسط الطبيعة الساحرة وهوايته التي لا يبتغي من ورائها رزقه من السمك 
وإنما للهدوء والسكينة والراحة،
 والتفكير في نِعم الله تعالى،
 فهي هواية تلهِمه الصبر والرضا.

وكان كل يوم على نَفس الوتيرة
 يستيقظ لصلاة الفَجر،
 ثم يقرأ وِرده من القرآن في هذا الوقت الذي أخبر سبحانه وتعالى أنه وقت مشهود،
 فقال عز وجل: ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ 

 ثم يقول أذكار الصباح التي يواظب ويحرص عليها،
 وبعد طلوع الشمس يصلي الضحى
 لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حث عليها،
 فقال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه:
 "أوصاني خَليلي - أي: حبيبي رسول الله - بثلاثٍ لا أدعهنَّ حتى أموت: صوم ثلاثة أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاة الضُّحى، ونومٍ على وترٍ".

فهو يحافظ عليهن كمسلم ملتزِم،
 ثم يمارس عملًا يجيده في منزله وهو صناعة الفخار،
 فيصنعه بأشكال جميله،
 ويصنع أشياء مفيدة للناس ويرتزق منها
 وذلك حتى صلاة العصر،
 وبعدها يذهب ليمارس هواية الصيد عند البحيرة،
 ثم يعود عند الغروب وهو يقول أذكار المساء،
ويصلِّي المغرب،
 ويجلس مع أبنائه وأحفاده يستمع لهم ويلاعبهم،
 ويحل مشاكلهم ويدلهم بخبرته في الحياة على الأصلح
والأفضل الذي يرضي اللهَ ورسوله صلى الله عليه وسلم،
 ثم يصلي العشاءَ،
 ويحرص على أن تكون صلواته كلها في المسجد جماعة
 لتكون مقبولة عند الله تعالى،
 ثم يعود لمنزله وينام مبكرًا ولا ينسى أذكارَ النوم إذا نام،
 وأذكارَ الاستيقاظ إذا أصبح، 
وهكذا تمر أيامه ولياليه على نفس الوتيرة دون تغيير.


خرج عم صابر كعادته بعد صلاة العصر وهو يحمل صنارة الصيد في يد،
وسلة صغيرة فيها الطعم الذي يَصيد به السمك،
 وليحفظ فيها ما يرزقه الله في يومه هذا،
 في يده الأخرى.

خرج يبحث عن الهدوء والسكينة،
 وليخلو بنفسه ويستريح من عناء اليوم بممارسة هوايته عند البحيرة.

ولكن حدث يومًا أن انقلبت الأمور رأسًا على عقب
 ما هذا؟
قالها عم صابر وهو غاضب
 فقد وجد شبح إنسان من بعيد يجلس في مكانه الخاص الذي يجلس فيه
فاشتد غضبه، 
وأسرع الخطى ليبعد هذا المتطفل عن مكانه المعتاد.

وما أن اقترب منة،
 حتى أدهشه الأمر عندما وجد الشخص الغريب صبيا صغيرًا يمسك صنارته ويمارس الصيد وأدهشه الأمر ،
 فهو رغم معرفته بأهل القرية وأولادهم لم يرَ هذا الصبي من قبل.

لا ريب أنه غريب عن القرية،
 ولكن ما أدراه بالبحيرة وبهذا المكان خاصة لصيد السَّمك؟

اقترب من الصبي وقد سكن غضبه قليلًا

ثمَّ قال لنفسه:
 صبي صعير غريب،
 لا بأس سوف أتركه اليوم على أن أخبره أن هذا مكان خاص بي،
 ليس من حقه أن يجلس فيه دون استئذان،
 وله أن يجلس في أي مكان آخر عند البحيرة،
 فهذا حقة لأن الصيد عند البحيرة ليس حكرًا عليه.



لتحميل الكتاب من هذا الرابط 
 من هنا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب مستقبل التعليم العالى

" مستقبل التعليم العالي " يعتبر هذا الكتاب  دليلاً مفيداً لطلبة التعليم العالي في هذه القضايا الهامة والراهنة ،  فنحن ال...