الثلاثاء، 4 أبريل 2017

كتاب الأنتحار لــ ( اميل دوركايم )


وقد اختار ظاهرة الانتحار بدلاً عن العديد من الظواهر الاجتماعية الأخرى 
لأنه ظاهرة ملموسة ومحددة وقابلة للملاحظة الخارجية
ولوجود  معلومات  وإحصاءات ميدانية عن الانتحار الذي 
كان يعتبر عند العموم
 فعلاً خاصاً وشخصياً. يعتقد دوركايم أنه
 إذا تمكن من توضيح أن لعلم الاجتماع دور يلعبه في توضيح 
ما يبدو أنه فعل فردى 
مثل الانتحار فإنه يصبح من الممكن 
توسيع مجال علم الاجتماع لدراسة ظواهر هى أكثر انفتاحاً
 للتحليل السوسيولوجى
 أخيرا اختار دوركايم دراسة الانتحار
 لأنه إذا تمكن من إقناع المجتمع العلمي بدراسته لهذه الظاهرة 
سيكون لعلم الاجتماع فرصة أكبر في الحصول على الاعتراف به كعلم داخل الوسط العلمي.









تحميل وقراة كتاب الأنتحار 


ربما يطرح السؤال حول راهنية العودة إلى كتاب ألف في أواخر القرن التاسع عشر،
بما يعني ذلك،
 تباعدًا زمنيًّا وسياقيًّا ومجاليًّا (الكتاب يتحدث عن ظاهرة الانتحار في أوربا)
 وتاريخيًّا وحتى سوسيوثقافيًّا؟

بدوري طرحت على نفسي هذا السؤال قبل الاطلاع على الكتاب،
 لكن ما إن بدأت في قراءته حتى تبين لي قيمته المعرفية والابستمولوجية والمنهجية،
 لأنه ليس كتابًا عاديا،
 مثل الكتب التي نقرأها في الآونة الأخيرة،
 وليس دراسة خاصة بالانتحار في أوربا،
 ولا حتى كتابًا يعود إلى القرن 19،
 وبالتالي لا حاجة لنا في العودة إليه.

بل إنني أعتقد أن ما من باحث في السوسيولوجيا وفي العلوم الإنسانية بصفة عامة،
 إلا ويجب أن يقرأ هذا الكتاب،
 لما يتضمنه من رصيد معرفي ومنهجي ثري،
 قلما يتوفر في كتاب

ونحن إذ نباشر قراءة هذا المؤلف،
لا بأس من بسط بعض المعطيات العالمية حول ظاهرة الانتحار،
 فحسب آخر تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية لسنة 2014،
 تحدث عن أن العالم يشهد حالة انتحار في كل 40 ثانية،
 بما مجموعه أكثر من 800.000 شخص ينتحرون في السنة 

 وهذا يعني أن الظاهرة عالمية وهي لا تفتأ تستفحل سنة بعد أخرى،
 هذا على الرغم من أن المعطيات المستقاة من طرف المنظمات العالمية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية،
 تبقى تقديرية وتقريبية

 لا تتوفر على سجلات لإحصاء المنتحرين،
وذلك لاعتبارات دينية وثقافية ليس المجال مناسبًا لبسطها في هذه القراءة.

ولكي نوضح طبيعة معضلة الانتحار،
 فإن المثال التالي الذي نسوقه من دولة الهند،
 يبين لنا بالملموس كيف أن هذه الظاهرة تبقى مؤرقة على نحو مستمر،
فحسب اللجنة القومية لسجلات الجريمة بالهند،
 ما بين عامي 1995 و2007،
 أكثر من 184000 مزارع انتحروا،

هربًا من الفاقة والعوز ولم يستطع هؤلاء المزارعون تسديد الديون التي اضطروا إلى اقتراضها من أجل شراء المخصبات والمبيدات والوقود
 وقد ساهم كل ما سبق في تكوين طبقة اجتماعية جديدة تعرف باسم الفلاحين الأطفال، على نحو ما يشير إليه تقرير لوكالة الأنباء المحلية،
 ففي المناطق التي تسجل فيها حالات انتحار عالية تتجه الأرامل الشابات إلى تربية الأبناء في ظروف من الحرمان الشديد 
ويسيطر عليهن شبح مستقبل كالح مفزع 

وبعيدًا عن لغة الأرقام والمعطيات الإحصائية،
 فإن الواقع الحالي ينبئ بتحول عميق في منظومة القيم المجتمعية لدى كل دول المعمورة
وقد برزت بشكل حاد،
 حالات من القلق الحضاري الذي بدأ ينتاب البشرية كلها،
وبدأ معها السؤال الوجودي يتجدد؟
 ما مصير الإنسان؟
 وما هو هدفه في الحياة؟
وما معنى الحياة أصلاً؟

 إلى غيرها من الأسئلة المحرقة التي باتت تؤرق البشرية برمتها في ظل تعدد المرجعيات الدينية والثقافية والقانونية والسياسية وما إلى ذلك
 ولعنا نجد في استشرافات الكثير من الباحثين بعضًا من الجواب عن حيرة الإنسان المعاصر،
 الذي أصبح يلهث وراء المال،
 ووراء البحث عن الطريف والجديد والصارخ والمتفرد،
 فبدأ ينغمس في العوالم الافتراضية الوهمية بحثًا عن التسلية الواهية،
 فيحصل له التبدد ثم الضياع .

وأصبح يعيش في عزلة تامة،
 على الرغم من قوة التدفقات التكنولوجية التي بدأت تحيطه من كل جانب؟
وهو الأمر المفارق للغاية،
في ظل حضور أشكال التواصل اللامتناهية،
 فإن الإنسان المعاصر،
 يحس باليتم والانعزال،
 مما يدفعه إلى التفكير في مجموعة من الحلول،
 لعل من بينها الأكثر دراماتيكية، الانتحار

فكيف يشرح لنا دوركايم هذه الظاهرة؟
هل يرجعها إلى ما هو سيكولوجي؟
 أم إلى ما هو كوني طبيعي؟
 أم إلى محددات عرقية وإثنية؟
أم إلى معطيات طبيعية كالطقس وتغيراته؟
 أم إلى أسباب اقتصادية وصناعية؟
 أم إلى اعتبارات اجتماعية مرتبطة بالهشاشة والفقر والعوز؟
 أم إلى تفكك الرابطة الأسرية والعائلية بشكل أوسع؟
 أم إلى تراجع دور الدين في تأطير المجتمع؟
 أم إلى وجود تحولات سوسيوثقافية وسوسيواقتصادية،

هي التي دفعت بالظاهرة نحو البروز بشكل لافت للنظر في أواخر القرن 19؟

وما هي أنواع الانتحار التي توقف عندها دوركايم؟
 وما هي التفسيرات التي توصل إليها لشرح سوسيولوجيي للظاهرة؟
 وأخيرًا ما هي المداخل التي يقترحها دوركايم للخروج من معضلة الانتحار الكونية؟


لتحميل الكتاب من هنا 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب مستقبل التعليم العالى

" مستقبل التعليم العالي " يعتبر هذا الكتاب  دليلاً مفيداً لطلبة التعليم العالي في هذه القضايا الهامة والراهنة ،  فنحن ال...